التقليد الأعمى في بداية الحياة الزوجية

بقلم ــ باسمة الضويمر
في زمنٍ تتسارع فيه المظاهر وتُقاس فيه الفرحة بحجم الإنفاق، تبرز ظاهرة التقليد الأعمى كأحد أبرز التحديات التي تواجه الشباب في بداية حياتهم الزوجية. هي ظاهرة يرفضها الكثير في داخلهم، لكنهم يرضخون لها تحت ضغط المجتمع، العادات، والتفاخر.
تُتخذ قرارات مصيرية بناءً على رغبات الآخرين، لا على احتياجات الزوجين الفعلية. وغالبًا ما يُوكل الأمر إلى من لا يدرك تبعاته، فتُبنى حفلات فخمة على ديون، وتُرفع المهور دون مبرر، وتُفرض التزامات لا طاقة للشباب بها.
إن الخوف من الانتقاد، والشعور بالنقص، والرغبة في التفاخر، كلها عوامل ساهمت في ترسيخ هذه الظاهرة، حتى أصبحت سببًا في فشل كثير من الزيجات، ووقوع الطلاق المبكر، لا لشيء سوى أن البداية كانت قائمة على مظاهر لا على أسس.
ولعل من أكثر الأسباب غرابة أن بعض الآباء والأمهات يبررون هذه المغالاة برغبتهم في "الفرحة" بزواج أبنائهم، غير مدركين أن هذه الفرحة قد تتحول إلى عبء دائم. إذاً لماذا التقليد الأعمى خطر؟
يؤخر الزواج: كثير من الشباب يعزفون عن الزواج لأنهم لا يستطيعون تحمل التكاليف التي أصبحت "مفروضة عرفًا".
يخلق ضغطًا نفسيًا: الزوجان يبدأان حياتهما وهم مثقلان بالديون، مما يؤثر على استقرارهم العاطفي والأسري.
يُفقد الزواج معناه الحقيقي: التركيز على المظاهر يُغيب جوهر الزواج: المودة، الرحمة، والتفاهم.
من هنا، تبرز الحاجة إلى توعية الأسرة والمجتمع، وضرورة خفض المهور، والابتعاد عن التكاليف الباهظة، وتغيير الفكر السائد حول الزواج. كما أن دور أصحاب الرأي، والمؤثرين، والجهات المعنية لا يقل أهمية في قيادة هذا التغيير، وتبني حملات توعوية تُعيد للزواج معناه الحقيقي: المودة، الرحمة، والاستقرار.