|

الاستثمار في عقول المستقبل: رؤية إعلامية سعودية

الكاتب : الحدث 2025-08-21 12:05:32

بقلم ــ خليل إبراهيم القريبي 

يمثل إعلان معالي وزير الإعلام عن إطلاق "مبادرة ابتعاث الإعلام" بالتعاون مع وزارة التعليم، خطوة استراتيجية غير مسبوقة، تعكس إيمان الدولة بأن بناء إعلام وطني حديث لا يتحقق إلا بتمكين الكفاءات الوطنية وتأهيلها وفق أعلى المعايير العالمية. المبادرة جاءت تحت شعار "لا وقود أقوى من العقول الوطنية"، وهو شعار يترجم فلسفة عميقة تؤكد أن صناعة الإعلام بالإضافة لكونها محتوى يُنتَج، هي منظومة متكاملة تحتاج إلى عقول قادرة على الابتكار، والتأثير، ومواكبة التحولات المتسارعة في المشهد الإعلامي العالمي.

يبرز المشروع من خلال مسار "واعد" ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، حيث يعتمد على مبدأ الابتعاث المبتدئ بالتوظيف، بما يضمن ربط المخرجات الأكاديمية بالمسارات الوظيفية المستقبلية، هذه الصيغة تتيح للمواهب الوطنية فرصة الجمع بين المعرفة الأكاديمية والخبرة العملية، وهو ما يخلق جيلًا من الإعلاميين القادرين على قيادة التحول في القطاع محليًا ودوليًا. كما تضمنت مذكرة التعاون بين الوزارتين تطوير برامج تدريبية متقدمة وتصميم مسارات مبتكرة تشمل مختلف تخصصات الإعلام، بدءًا من الصحافة الرقمية والإنتاج المرئي، وصولًا إلى الاتصال الاستراتيجي وإدارة المنصات الإعلامية الحديثة، هذا التنوع يعكس رؤية شاملة لإعداد كوادر متخصصة في مجالات تتجاوز حدود الإعلام التقليدي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030.

القيمة المضافة لهذه المبادرة تمتد إلى تعزيز التنافسية المؤسسية للمملكة، عبر خلق فرص عمل جديدة في تخصصات غير مطروقة، وزيادة جاهزية السوق الإعلامي لمواجهة التحديات العالمية، وبذلك، يصبح إعلامنا لاعبًا رئيسيًا في تشكيل الرأي العام وبناء الصورة الذهنية للمملكة على الصعيد الدولي.

في النهاية، يمثل "مشروع ابتعاث الإعلام" استثمارًا جوهريًا في الإنسان الإعلامي، وترسيخًا لقناعة وطنية بأن المستقبل يُصنع بالعقول المؤهلة، والإرادة القادرة على تحويل المعرفة إلى إنجاز مؤثر.