|

فيصل الشمري لـ«الحدث»:المنصات الرقمية في ساحات مفتوحة تديرها غرف عمليات دولية محترفة

الكاتب : الحدث 2025-07-15 11:01:32

الحدث - ولاء باجسير


في لقاء خاص لـ«الحدث» مع فيصل الشمري،المحلل السياسي والباحث في الشأن الأمريكي، نرى أن المنطقة على صفيح ساخن من الصراعات، وخصوصاً عن ما يدور عبر المنصات الرقمية من الخارج وجاء الحوار كالتالي:

*الإعلام العربي والحروب النفسية: هل يخوض الإعلام حروبه الخاصة تحت ظل السوشيال ميديا؟

نعم، يخوض الإعلام العربي حروبه النفسية، لكن بوسائل أقل فعالية من خصومه، في ظل السوشيال ميديا، لم تعد الحروب تُشن بالسلاح فقط، بل تُخاض عبر المفردات، والإيحاءات، وزرع الشكوك في الوعي الجمعي. الإعلام العربي – إلا في استثناءات قليلة – ما زال أسير النمط التقليدي، فيما تحولت المنصات الرقمية إلى ساحات مفتوحة تديرها غرف عمليات دولية محترفة تتقن فن التأثير والإقناع والتلاعب بالمعلومة. المشكلة ليست في امتلاك المنصات، بل في افتقاد الرواية المقنعة والمحتوى المحترف الذي يستطيع خوض الحرب النفسية دون أن يتحول إلى خطاب تعبوي مبتذل.


*عودة ترامب للواجهة السياسية: ما تداعيات فوزه في الشرق الأوسط؟
عودة ترامب لا تعني عودة “أمريكا أولاً” فحسب، بل عودة الواقعية السياسية بكل تجلياتها، ترامب لا يؤمن بحماية الحلفاء مجاناً، ولا يُحبذ خوض الحروب ما لم يكن العائد الاقتصادي مضموناً. هذا يعني إعادة النظر في ملفات التحالفات، ومراجعة المواقف من إيران، وربما توسيع نطاق “الاتفاقيات الإبراهيمية” وفق منطق الصفقة لا المبادئ.


*في الشرق الأوسط، فوزه قد يعيد ترتيب الأولويات: دعم مباشر لحلفاء واشنطن التقليديين، تقليص التورط في ملفات مثل سوريا، وضغط أكبر على طهران شاهدنا الضربات الأمريكية مع احتمال فتح قناة تفاوض إذا كانت الصفقة مجدية. لكن الأهم أن فوزه سيزيد من هشاشة المواقف الأوروبية، ويترك فراغاً دبلوماسياً تملأه قوى إقليمية مثل السعودية ودول الخليج.


*الاستقطاب العالمي بين الصين وأمريكا: هل يعيد تشكيل التحالفات في الخليج؟
الاستقطاب بين بكين وواشنطن لم يعد صراعاً على التجارة فقط، بل على النفوذ في كل زاوية من هذا الكوكب، والخليج ليس استثناءً. ما يجري اليوم يُشبه لحظة ما بعد الحرب العالمية الثانية: العالم يعيد تشكيل معسكراته، لكن الفارق أن الخليج اليوم أكثر وعياً، وأكثر استعداداً لصياغة علاقاته على قاعدة المصالح لا الولاءات.
الصين حليف تجاري واستثماري مهم، لكنها لا تملك حتى الآن البنية الأمنية أو الإرادة السياسية لمنافسة النفوذ الأميركي. بالمقابل، أمريكا تدرك أن الخليج لم يعد يقبل دور “التابع”، بل يريد شراكة قائمة على الاحترام المتبادل. هذا يعني أننا أمام مرحلة “تعدد المحاور”، حيث تبني الدول الخليجية علاقاتها مع الصين وأمريكا وروسيا في آن واحد، دون ارتهان، ووفق رؤية وطنية مستقلة، كما تفعل السعودية في سياستها الخارجية حالياً.