|

الأمل والعافية لحياة هادئة

الكاتب : الحدث 2025-07-17 10:01:22

بقلم ــ عبدالله عسيري


في زحمة الحياة وتفاصيلها المتسارعة يمرّ الكثيرون على نعمٍ عظيمة دون أن يمنحوها حقها من التقدير. ومن بين هذه النعم تبرز العافية والأمل كأحد أهم أسباب الاستقرار والسعادة، فهما بمثابة الجناحين اللذين نحلق بهما فوق هموم الدنيا وتقلبات الظروف.

العافية ليست مجرد غياب للمرض بل هي الشعور بالراحة في الجسد والهدوء في النفس والقدرة على ممارسة تفاصيل الحياة دون ألم أو إرهاق. 
من يستيقظ كل صباح وهو قادر على الحركة، من يبتسم دون وجع، ومن يمضي يومه بطمأنينة، فإنه يملك ثروة لا تُقارن. ورغم بساطتها الظاهرة، إلا أن العافية كنز لا يشعر به الإنسان إلا حين يفتقده. 
ولهذا، فإن شكرها لا يكون بالكلمات فقط، بل بالعناية، والامتنان، وحسن استثمار هذه النعمة في ما يضيف للروح قيمة.

أما الأمل، فهو تلك القوة الداخلية التي تدفعنا للمضي قدمًا مهما كانت الظروف قاسية، وهو الإيمان بأن الغد يحمل بين طياته احتمال الفرج، وأن ما نمرّ به اليوم ليس إلا فصلًا من رواية طويلة نهايتها قد تكون أجمل مما تخيلنا. 
الأمل لا يُلغي الألم، لكنه يخفف حدّته، ويمنحنا قدرة على التحمّل، ورغبة في النهوض من جديد، كلما سقطنا.

حين تجتمع العافية مع الأمل في حياة الإنسان، يصبح للحياة طعم مختلف. فالعافية تمنحنا القدرة، والأمل يمنحنا الدافع ، وبين القدرة والدافع تُولد أجمل الإنجازات وتُبنى أقوى العلاقات، وتُعاش الحياة بامتنان حقيقي.

في النهاية، لمن يعيش يومه بعافية لا تنسَ أن تملأه بالأمل، ولمن يمرّ بعسرٍ أو تعب، تمسّك برجاء الغد.
 فكما تمرّ السحب الثقيلة، تمرّ الهموم، وتبقى العافية والأمل نورين يضيئان الطريق من جديد.