محادثة واتساب تؤسس لمرحلة جديدة في الإدارة السعودية .

بقلم ــ علي بن أحمد الزبيدي
محادثة قصيرة عبر تطبيق واتساب الشهير تشعل منصات التواصل الاجتماعي فخراً واعتزازاً، تلك المحادثة لم تكن غريبة على قائدٍ يملك رؤية وطموحاً.
محادثة جمعت صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بصاحب السمو الملكي أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال، لم تكن مجرد تبادل للرسائل كالعادة، بل كانت صورة عاكسة لنهج جديد في الإدارة والحكم، يمزج بين القيادة الحازمة والتواصل المباشر والثقة الكاملة.
ظهرت كلمة "القائد"بدلاً من اسم ولي العهد في المحادثة، وظهر "السيفان والنخلة"شعار المملكة العربية السعودية كصورة شخصية، وكانت المحادثة موجزة ومعبرة.
إنّ هذا الاختيار لم يكن عشوائيًا، بل كان رسالة واضحة لكل من رأى المحادثة أنّ الولاء ليس لشخص، بل للوطن ورموزه، وهذا التفاني في تقديم المصلحة العامة على الاعتبارات الشخصية هو ما لامس قلوب المواطنين.
كانت المحادثة تتمحور حول اعتماد مطار أبها، وقد اتسمت بالإيجاز والوضوح، مما يدل على الكفاءة والسرعة في اتخاذ القرارات، ولم تكن هناك حاجة للمقدمات المطولة أو الرسميات، فالهدف كان إنجاز العمل، والأهم من ذلك، كان هناك تفويض كامل من القائد لأمير المنطقة، مما يظهر ثقة ولي العهد بقدرات المسؤولين ومهنيتهم، هذه الثقة تُعد حجر الزاوية في بناء جهاز إداري فعال ومبتكر، بعيدًا عن الروتين والبيروقراطية.
هذه المحادثة ليست مجرد قصة عابرة على واتساب، بل هي تجسيد حي لمبادئ رؤية المملكة "2030" تعكس روح الشفافية والمسؤولية التي تسعى الرؤية إلى ترسيخها في جميع مستويات الإدارة، فالتفويض المباشر والثقة في المسؤولين هو أساس لتحقيق التنمية المستدامة، وتمكين المناطق، وضمان وصول الخدمات بجودة عالية للمواطنين في كل مكان.
لقد أثبتت هذه اللحظة أن التلاحم بين القائد والمسؤول والمواطن ليس مجرد شعار، بل هو واقع معاش، فبينما يتابع القائد المشاريع الحيوية عن قرب، يشعر المواطن بالاعتزاز والفخر بأن قيادته تعمل لصالحه، وأن صوته مسموع، وأن احتياجاته تحظى بالأولوية، وهذا الشعور بالانتماء والفخر هو ما دفع العديد من المواطنين إلى تغيير صورة ملفاتهم الشخصية بشعار المملكة، في تعبير عفوي عن الاعتزاز بالهوية الوطنية والولاء للقيادة.
مسك الختام
محادثة قصيرة كانت نافذة صغيرة على نهج إدارة عصرية، تؤمن بالعمل الجاد، والثقة المتبادلة، والولاء للوطن، محادثة فحواها أنّ القيادة هي مسؤولية، والولاء هو للوطن، والهدف هو تحقيق التنمية والرفاهية للجميع، محادثة تؤمن بزمن السرعة والتواصل الرقمي، لتثبت أن جوهر القيادة يكمن في القرب من الشعب، والثقة في الكفاءات، والعمل بلا كلل من أجل مستقبل أفضل.